كل التجارب لحد الآن أثبتت أنّ الذي يختار تركيا للاستثمار مرة واحدة يستثمر ثانية وثالثة ورابعة، كونه يجد نفسه في المكان الصحيح، في بلد تحوّل خلال عشر سنوات إلى منافس عالمي قوي من حيث الاستقطاب العقاري للأجانب.
السنة تمتد لسنتين، بل سنوات فتصبح الثروة مضاعفة، ثورة عقارية نمّاها مالكها بجهد يتطلب الحفاظ عليها من خلال ضمان نقلها إلى مقربيه من أولاد وأحفاد في حال وفاته، فهل تضمن القوانين التركية هذا الحق للأجنبي متملك العقار، وفي حال ضمانه ما هي قواعد التوريث، ومن له أحقية الاستفادة منه وبأي طريقة ؟
هل يحق للأجنبي توريث عقاره
مثل الأتراك تماما يحق للأجانب المتملكين في تركيا عن طريق شراء عقار بشتى أنواعه " أراضي، شقق، فيلات ومكاتب.." أن يقوموا بتوريث عقاراتهم بكل سهولة لأقرابهم وذويهم.
ويسمح أيضا للأجانب أن يمتلكوا عقارات بمختلف أنواعها في تركيا عن طريق التوريث بمعنى يحق نقل الملكية العقارية في تركيا إلى الورثة الشرعيين بعد وفاة مالكها الفعلي وبذلك يحصلون على امتياز التملك العقاري بكل سهولة ودون تعقيدات.
وتوريث العقار في تركيا هو نقل ملكيته من المالك الحقيقي بعد وفاته إلى ورثته القانونيين مهما كانت جنسيتهم، ذكورا كانوا أوإناثا وفق ما تنص عليه القوانين التركية التي سنفصل فيها لاحقا.
مبدأ التوريث العقاري للأجانب في تركيا
تعتمد تركيا في أسس التوريث العقاري للأجانب على مبدأ " الموقع" والذي يعني اتباع القانون التركي في هذه الحالة بما أنّ المالك يقيم في تركيا، وهنا تعود الممتلكات العقارية في حال حدوث أي طارئ للمالك الفعلي كالوفاة مثلا، تعود لورثته الشرعيين .
وتستثنى من مبدأ التوريث التركي بعض النقاط نحصيها فيما يلي:
- تطبق قوانين التوريث التركي على الورثة الشرعيين بمجرد طلب حصر الإرث
- يحق لأحد الورثة الشرعيين المعترضين لطريقة توزيع الميراث التقدم بطلب ثاني لحصر الإرث وفق قوانين البلد الأصلي للمالك الحقيقي للعقار وليس وفق قانون الميراث التركي .
- خطة حصر الإرث لا تتم إلاّ بعد التأكد من عدم وجود وصية مثبتة وموثقة أصولا عن طريق المصادقة عليها بشكل رسمي من طرف كاتب العدل في تركيا
شروط الوصية في القانون التركي
- أن يكون كاتب الوصية بالغا السن القانونية
- السلامة العقلية لكاتب الوصية من الأمراض كالزهايمر والخرف وغيرها
- كتابة الوصية بخط اليد الشخصي مع إمضاء " توقيع المالك"
- توقيع الوصية من طرف شاهدين اثنين
- تحديد تاريخ الوصية باليوم والشهر والسنة
- أن تذكر التفاصيل الدقيقة في الوصية بكل وضوح حتى يسهل فهمها
- التصديق على الوصية من قبل كاتب عدل " نوتر" أو محكمة تركية
هؤلاء هم الورثة الشرعيين للأجنبي حسب القانون التركي
مثل ما ذكرنا سابقا يسقط حق التوريث آليا بمجرد وجود وثيقة تثبت وصية مصادق عليها للمالك الحقيقي بعد الوفاة يوزع فيها ثروته العقارية حسب خياراته، لكن في حال وفاته دون ترك أي وصية فإنّ القانون التركي يوزع الميراث وفق تسلسل القرابة المفصل كالأتي:
- الزوج أوالزوجة والأولاد حيث يتم توزيع الميراث عليهم بالتساوي
- الوالدان في حال عدم وجود زوج / زوجة وأبناء للمالك
- الجد في حال عدم وجود زوج، زوجة وأبناء ووالدين
- الأخوة والاخوات في حال عدم وجود المذكوين أعلاه " زوج، زوجة، أولاد، ووالدين"
- الأحفاد وأبناؤهم في حال غياب الأقارب المباشرين المذكورين سابقا يتم نقل الميراث إلى الأحفاد في آخر مرتبة .
- الحكومة التركية في حال انعدام أي من الورثة الشرعيين السابق ذكرهم .
- حجب أحد الورثة من الحصول على الميراث بعد وفاة المالك ممكن، إذا تم التقدم بطلب مرفق بأسباب معينة للمحكمة التي تقرر لاحقا بحرمان الوريث من عدمه في الحصول على حصته في الميراث .
رسوم توريث العقار في تركيا وفترة دفعها
تعتبر ضريبة التوريث العقاري في تركيا ضريبة دخل مستحقة وتدرج ضمن خانة أخفض الضرائب في العالم حيث يمكن مثلا ملاحظة الفرق بين تكلفتها وتكلفة دول أوروبية يشتكي الكثير من الاجانب من ارتفاعها .
ويعتبر سعر ضريية التوريث ميزة قوية لتركيا التي تشجع كثيرا على الاستثمار العقاري ويفتح تاريخ دفعها في شهر مايو/أيار أو شهر نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام في مدة أقصاها 3 سنوات .
ويتم احتساب ضريبة التوريث العقاري وفق قيمة العقار، موقعه الجغرافي ووضعية إقامة الوارث حيث تتراوح في عمومها:
- بين 1 إلى 10 بالمائة بالنسبة لقيمة العقار
- بين 1 إلى 30 بالمائة بالنسبة لسعر العقار
- نسب مختلف حسب نوع إقامة الوارث الأجنبي
تلك كانت أهم التوضيحات بخصوص عملية توريث العقار للأجانب في تركيا، حيث يمكن للمستثمر الذي اشترى عقارا من أن يتأكد أنّ ممتلكاته العقارية في تركيا محفوظة قانونيا أثناء فترة عيشه ومكفولة لأقاربه في حال وفاته .
